الصفحات

قران

http://quran.ksu.edu.sa/index.php?ui=1#aya=7_38&m=hafs&qaree=husary&trans=ar_mu

الأربعاء، 11 مارس 2020

خطر تحكيم العقل في الشرع

سِلسِلةُ الهُدَى وَالنُّور من الدروس العلمية والفتاوى الشرعية
◀ الشريط 301
🔢 الفتوى 6
❓ خطر تحكيم العقل في الشرع
۩ الإمامُ المُحَدِّثُ مُحَمَّدٌ نَاصِرُالدَِينِ الألبانيُّ رَحِمهُ الله
       
● السائل: يقولون: يجب معرفة الله بالعقل أولاً؛
وجعلوا علم الكلام طريقة لدراسة العقيدة؟

○ الشيخ: أي نعم،
أيضًا نحن نقول كما قلنا أنفا: قولكم هذا لابد له من دليل من كتاب الله ومن حديث رسول اللهﷺ فـ{...هَاتُوا بُرْهَانكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }!! ولاسبيل لهم إلى ذلك البتة.
ثانيًا: لاشك أنه لايمكن أن يخالفوا في أن العقول مختلفة كل الاختلاف؛
أي: عقول اليهود غير عقول النصارى؛
وعقول اليهود والنصارى غير عقول المسلمين،
وعقول المسلمين الصالحين غير عقول المسلمين الطالحين،
وعقول المسلمين الصالحين العلماء منهم غير عقول المسلمين الجاهلين منهم .. وهكذا،
فهناك نسب كبيرة كثيرة جدًا متفاوتة،
فأي عقل ينبغي أن يفهم به وأن يعرف به ربنا تبارك وتعالى؟
هذا كلام نستطيع أن نقول مايخرج من إنسان عاقل على أي نوع قيل في هذا العقل ..
مثلًا: جاء مسلم كافر جاهل .. إلى آخره.
ثالثاً: ولعله يكون أخيرًا: لو كان يكفي العقل في معرفة الله عزَّوجلَّ - مع هذا الاختلاف الشديد - كان إرسال الرسل من رب العالمين الحكيم العليم وإنزال الكتب عبثاً؛
و {...سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ}،
ثم لم يكن هناك حاجة إلى مثل قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}(الإسراء:15)،
فإذا كان العقل هو الذي ينبغي أن يحكم في معرفة الخالق، ونحن نرى العقول مختلفة أشد الاختلاف في معرفة الخالق، وفي ما يليق به وماينبغي أن ينزه عنه،
العقول مختلفة،
فياترى: ماهو الدليل على إصابة عقل دون عقل إن لم نرجع في ذلك إلى كتاب الله وإلى حديث رسول اللهﷺ؟.
☆ قلت ثالثًا ولعله أخيرًا، والآن بدا لي شيء رابع، ونقول أيضًا لعله أخيرًا:
الشيء الرابع هذا هو: إذا كانت العقول مختلفة، فلا مجال لترجيح عقل على عقل، أو رأي على رأي،
لكن الله عزَّوجلَّ حينما أنزل الكتاب عصمة للناس وصفه بقوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}(النساء:82)،
فنحن إذاً نجد هذا الاختلاف الكثير في ماذا؟ إذا رجعنا إلى العقول،
هذا الاختلاف الكثير: ماحيجمع المسلمين إلا على الخطأ الذي يزعم أنه الخطأ المجمع عليه خير من الصواب المختلف فيه، فسوف لايجمعهم على خطأ ولا على صواب؛
لأنه ليس فيه برهان من الله تبارك وتعالى؛
لأن المرجع هو العقل، والعقل هذا مضطرب ومختلف؛
لكن الله عزَّوجلَّ حينما أحالنا حين تنازعنا واختلفنا إلى مثل قوله عزَّوجلَّ: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}(النساء:59)، أحالنا إلى أمر إلى مرجع لااضطراب فيه كما سمعنا آنفاً من قوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا}(النساء:82)
فالرجوع إلى العقل رجوع إلى أمر مضطرب لاضابط له،
والواقع يؤكد ذلك؛
لأن علماء الكلام؛ لأن الفرق الإسلامية ماضلت إلا بسبب تحكيمها لعقولها وإعراضها عن كتاب ربها وسنة نبيهاﷺ. اهـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق