الصفحات

قران

http://quran.ksu.edu.sa/index.php?ui=1#aya=7_38&m=hafs&qaree=husary&trans=ar_mu

السبت، 20 يونيو 2020

الجمع بين السلفية والإخوانية

قال العلامة الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-:

"...أما إذا كان هناك من يقول: (يمكن الجمع بين السلفية والإخوانية)، فهذا كالجمع بين الصواب والخطأ، إن لم أقل بين الهدى والضلال؛ فالمنهج السلفي ليس له بديل، ولا يمكن الاستعاض عنه بشيء آخر أو أن يدخل فيه ما عليه بعض الأحزاب الأخرى كالإخوان المسلمين.

فأنا أقول بمثل هذه المناسبة، كثيراً أقول: إن منهج دعوة الإخوان المسلمين تقوم على كلمتين إثنتين فيما فهمته بتجربتي هذه الطويلة وهي: (كتّل ثم ثقّف)، (كتّل) جمّع الناس، ثم ثقّفهم.
أما دعوتنا فهي دعوة الرسول عليه السلام وهي: (ثقّف ثم كتّل)، (ثقّف) علّم، اُدْعُ، ثم اجمع الناس على هذه الدعوة الصالحة.

أما أن نجمع الناس على عُجَرهم وبُجَرهم، على هداهم وضلالهم، ثم نحاول أن نثقّفهم، وأن نميّز لهم الهدى من الضلال؛ فهذا أولاً خلاف ما ابتدأ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعوته.
وثانياً: هذا أمر لا ثمرة له؛ لأننا نرى حتى بعض إخواننا الذين كانوا معنا على المنهج السلفي لما اشتغلوا بتكتيل الناس وتجميعهم، نسوا دعوتهم، وفلت زمام الأمر من بين أيديهم، وأصابهم ما أصاب الإخوان المسلمين؛ حيث مضى عليهم نحو قرن من الزمان وهم لا أقاموا دولة، ولا حقّقوا كلمة أحد رؤوسهم الذي قال: (أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم لكن في أرضكم)، فلا هم أقاموا دولة الإسلام في قلوبهم، ولا هم أقاموا دولة الإسلام في أرضهم. السبب: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ »، ولذلك، فعاقبة من يخالف السنة أن يزداد ضلالاً، وأن يذهب تعبه سدى.

لذلك نحن نقول:
كل الحركات، وكل الدعوات، القائمة اليوم على الأرض الإسلامية، أنا أعبّر عنها بتعبير نظام عسكري في بعض البلاد: (مكانك راوح)، هم يتحرّكون، وينشطون، ويفعلون ويفعلون، لكن في مكانهم، لا يتقدّمون، هذا إن لم يتأخّروا، بينما دعوة السلف الصالح، الحمد لله، قد غيّرت العالم الإسلامي كلّه...".


[المصدر: "سلسلة الهدى والنور" الشريط رقم ٦٩٩].

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق