الصفحات

قران

http://quran.ksu.edu.sa/index.php?ui=1#aya=7_38&m=hafs&qaree=husary&trans=ar_mu

السبت، 31 أكتوبر 2020

هل في البخاري أحاديث ضعيفة؟

 مصطلح الحديث:

هل في البخاري أحاديث ضعيفة؟


القائلون هذا في هذا الزمن غالبهم من أصحاب الأهواء، يريدون التوصل إلى الطعن في سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من أمثال: حسن الترابي، فهو يقول: إن أحاديث <البخاري> تحتاج إلى نظر فيها، فمن أنت يا حسن الترابي حتى تنظر في أحاديث <صحيح البخاري>، ونقول: صحيح صححه الترابي، أو ضعيف ضعفه الترابي ؟!!.

أما أحاديث انتقدت في <الصحيحين> نحو مائتين وعشرة أحاديث وبحذف المكرر بقي قدر مائتين فهذه الأحاديث العلماء يعترفون بانتقاءها، فابن الصلاح يقول في أحاديث <الصحيحين>: أنها تفيد العلم اليقيني النظري إلا أحاديث يسيرة انتقدها بعض الحفاظ كالدارقطني وغيره، على أن غالب هذه الانتقادات في الصناعة الحديثية، ومما أذكره الآن أن عمر رضي الله عنه قال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقبلك ما قبلتك.

فهذا الحديث انتقد الدارقطني بعض طرقه من <صحيح مسلم> ثم يقول: إنه ثابت من طرق أخرى عن عمر، وذكر من رواه عن عمر، فغالب الانتقادات في الصناعة الحديثية، فإذا كانوا يعنون هذا فنعم، قد انتقد على الإمام البخاري نحو ثمانين وعلى الإمام مسلم البقية، وقد أجاب على بعضها الحافظ ابن حجر في <مقدمة الفتح> وبعضها أجاب عليها أبو مسعود الدمشقي في رسالة صغيرة فيما يختص بمسلم، وكذلك الإمام النووي، ولأخينا ربيع بن هادي حفظه الله تعالى كتاب قيم في هذا وهو كتاب <بين الإمامين مسلم والدارقطني> بحثه بحثاً يشكر عليه، وأسال الله أن يجزيه خيراً.

فغالب العصريين يكونون من ذوي الأهواء فعند أن كنا في الجامعة الإسلامية نشرت بعض الصحف أو المجلات في الكويت: ليس كل ما في البخاري صحيحاً، ثم استدلوا بحديث: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً"، وهذا الحديث ليس في البخاري، وأخرج آخر نسيخة صغيرة بعنوان: كل ما في البخاري صحيح.

فمسألة التعاليق ليس لها حكم الصحيح، من أجل هذا لم ينتقد الدارقطني رحمه الله شيئاً من الأحاديث المعلقة، فإذا كان الرجل من أهل العلم وعنى ما انتقده الدارقطني وما انتقده الحفاظ الكبار فله ذلك، أما أن يأتي لنا مجدد ولكن مجدد الضلال ويريد أن يجعل البخاري بين يديه ويصحح ويضعف، فلا، كما فعل جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده المصري وتبعهما على ذلك محمد رشيد رضا، وهكذا الغزالي فإنه في كتابه <السنة بين أهل الفقه وأهل الحديث> وفي كثير من كتبه يتهجم على سنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، والرجل مفلس في علم الحديث بل مفلس في عقيدته، كما رد عليه غير واحد جزاهم الله خيراً.


راجع كتاب:

(غارة الأشرطة ٢/ ٣٠١ - ٣٠٢)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق